حضرات النوّاب الكرام
تحيّة طيبة وبعد،
فإننا نودّ أن نحيطكم علماً بأنّ الشركة المسؤولة عن بناء الجدار الفولاذيّ تحت الأرض بين مصر وغزّة (فلسطين) تعمل أيضاً في لبنان على تنفيذ أحد المشاريع في مدينة صيدا.
هذا الجدار، كما لا يخفى عليكم، يساهم إسهاماً كبيراً في خنق أهل غزّة. فهو يحطّم الأنفاقَ التي بنوْها منذ بدء الحصار الإسرائيلي عليهم عام 2007. وبحسب كارين أبو زيد، المفوَّض العامّ للأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين وتشغيلهم (الأونروا)، فإنّ الأنفاق تؤمّن 60% من حاجيّات الغزاويين اليوميّة مثل علب الحليب، والأطعمة، وموادّ البناء، والقرطاسيّة، والكتب، والوقود، والأحذية، وقطع غيار السيارات….وقد بنى الفلسطينيون تلك الأنفاق بعد إغلاق الحكومة المصريّة لمعبر رفح.
أيها النوّاب اللبنانيون،
كلّنا نحتاج إلى بنى تحتيّةٍ متطوّرةٍ في صيدا وبيروت وعكّار وكسروان والشوف، وفي جميع مناطق لبنان. لكنّ ذلك ينبغي ألا ينسينا أنّ “شركة المقاولين العرب” المصريّة، المسؤولة اليوم عن مشروع صرف مياء صحّي في صيدا، مسؤولة أيضاً عن بناء جدار العار والقتل ضدّ الفلسطينيين الذين تجمعنا بهم أواصرُ الأخوّة والجيرة والآمال المشتركة في التخلّص من الاحتلال الإسرائيليّ.
حضرات النوّاب الكرام،
ربما فات الأوان لفسخ العقد الذي أبرمه “مجلسُ الإنماء والإعمار” مع شركة المقاولين العرب. لكن ذلك لا يمنعكم من أن تطالبوا الحكومة ومجالسَها وأدواتِها بعدم التعاقد مع هذه الشركة في مشاريع في المستقبل ما لم تتوقّفْ عن بناء جدار العار… علما أنّ هذا الجدار هو من تصميم “سلاح المهندسين في جيش الولايات المتحدة الأميركية”.
بعضكم قد يقول إنّ بناء الجدار هو من حقّ مصر لأنها تدافع عن سيادتها ضد المتسلّلين والمهرّبين والعابثين بأمنها. لكنّ غزة لم تشكّل في أيّ يوم من الأيام خطراً على سيادة مصر. ثم إنّ الدفاع عن سيادة مصر لا يكون بانتهاك حقّ الحياة في فلسطين!
أيها النوّاب
إنّ السكوت عن شركةٍ تعمل في بلادنا وترتكب الجريمة الموصوفة في حقّ أشقّائنا وشقيقاتنا مشاركةٌ في الجريمة. لذا نناشدكم رفع الصوت عاليا ضدّ ارتكابات هذه الشركة بحقّ مواطني غزّة، وضدّ أن يتعاقد “مجلسُ الإنماء والإعمار” معها مادامت ضالعةً في بناء جدار العار.
وشكرا لكم
حملة وقف جدار العار
للاتصال:سماح إدريس (03381349)، رانية المصري (03135279)
stopgazawall@googlegroups.com
Leave a comment